الزفزافي يوجه رسالة لحراك الجزائر: أسأله تعالى أن يحفظ وطنكم من شر الدكاكين وفرعونية الجنرالات

الرباط –« القدس العربي»: شد ناصر الزفزفي، قائد حراك
الريف، حبل الوصال بين الحراك الذي عاشه شمال المغرب منذ مقتل محسن فكري، بائع السمك، في شاحنة كبس النفايات نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2016 والحراك الذي تحيا على وقعه حالياً الجزائر، حراك 22 فبراير الذي اندلعت شرارته الجمعة الماضية ضداً على ترشيح حزب جبهة التحرير عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.
رسالة الزفزافي من سجنه الذي قد يقضي فيه حكماً ابتدائياً بلغ عشرين سنة، باركت للشعب الجزائري حراكه ودعته إلى الحفاظ على السلمية، كما خطت الرسالة لغة الهموم للشعبين وما قد يطال حراك الجزائر من اتهامات واعتقالات، حسب ما جاء في رسالة الزفزافي التي نادى فيها الجزائريين إلى درء استغلال الأحزاب السياسية للحراك، واصفاً إياها بالدكاكين وقائلاً في ختام رسالته: «إني أسأله تعالى أن يحفظ وطنكم من شر الدكاكين وفرعونية الجنرالات».
الرسالة التي نشرها والد ناصر، أحمد الزفزافي، على صفحته في «فايسبوك» قال فيها: «نبارك لكم أيها الجزائريون الأحرار والجزائريات الحرائر حراككم الشعبي، ونحييكم على تمسككم بنهج السلمية كخيار لتحقيق مطالبكم المشروعة، وما رفضكم للعهدة الخامسة التي أوصلت بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى ما وصل إليه اليوم من ظلم واستعباد وسلطوية لدليل على وعيكم وفهمكم العميق لسياسة مخزنكم»، وأضاف مخاطباً «أحفاد عبد القادر الجزائري العظيم»: «إنه حتى لو فصلت بيننا سياسة الحدود سنبقى شعباً واحداً وأمة واحدة نتقاسم نفس الهموم والصعاب ولا نبتغي إلا مصلحة شعوبنا وأوطاننا التي حارب من أجلها أجدادنا».
وعلى غرار ما كان يصف به ناصر الزفزافي الأحزاب السياسية إبان حراك الريف، دعا حراك الجزائر إلى رفض «الدكاكين السياسية « للحفاظ على نزاهة الحراك من أي استغلال سياسي أو اختراق» كما أسماه، «حفاظاً على نزاهة حراككم من أي اختراق واستغلال، لا بد من رفض الدكاكين السياسية التي تصفي حساباتها السياسية على ظهر مآسيكم ومعاناتكم، ولا محالة أنكم ستنتصرون إن عاجلاً أم آجلاً على العهدة الخامسة التي يقودها رئيس شبه ميت جاثم على صدوركم، وعلى كل ظالم مستبد يسعى لحكمكم بالقوة» .
الزفزافي المحكوم بعشرين سنة سجناً ابتدائياً، بعدما قاد حراكا شمال المغرب طالب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية ورفع شعارات سياسية ضد متنفذين في السلطة والمال، قاده هذا الحراك إلى زنزانة في سجن «عكاشة» بالدارالبيضاء في محاكمة ماراثونية استنفذت أزيد من سنة ونصف ولا زال طورها الاستئنافي يعرف مخاضاً عسيراً بعد امتناع المعتقلين عن المثول أمام المحكمة وطلبهم من دفاعهم ألا يترافع عنهم، لا يستبعد الزفزافي، بل يتحث بلغة يقينية في رسالته أن السلطات في الجزائر ستنهج نفس أسلوب السلطات المغربية في التعامل مع حراك الريف، وعبر عن ذلك بالقول: «ولتتأكدوا أن مخزنكم سينهج نفس أسلوب مخزننا من اختطافات واعتقالات واغتيالات وتلفيق للتهم، كما أنه سيتهمكم بخدمة أجندات خارجية «، ومن ضمن ما توبع به الزفزافي هو «تلقي أموال من الخارج لزعزعة الاستقرار»، وهو ما تداولته «وسائل إعلام» مقربة من السلطة اتهمته بالعمالة لجهات ما وبتهديد أمن الدولة والانفصال ..وهي تهم رددت أحزاب الأغلبية الحكومية بعضاً منها وأشرت عليها في بيان لها، ولاقت تنديداً واسعاً وسط الريف وفي أوساط سياسية وحقوقية وشعبية كثيرة، ورداً عليها كانت مسيرة 20 يوليوز التي بقيت عالقة في ذاكرة الحراك والحراكيين بسبب المنع الذي طالها من وزارة الداخلية، وقبلها مسيرة كان عنوانها «لسنا انفصاليين» .
وفي ختام رسالته، قال الزفزافي: «لكن بالصمود والعزيمة والإرادة ستنتصرون وسينصر الله جل جلاله نضالاتكم، وإني أسأله تعالى أن يحفظ وطنكم من شر الدكاكين وفرعونية الجنرالات، ويقيناً إن شاء الله تعالى ستعود الجزائر التي تحبونها حرة، جزائر تتسع للجميع. عشتم ولا عاش من خانكم يا أبناء بلد المليون ونصف المليون شهيد».

تعليقات